من زرع حصد
كان يا مكان في قديم الزمان كان هناك رجل فلاح يعمل في أرضه،وكان يعيش في بيت صغير في هذه الأرض مع طفليه (ربيع ووليد) بعد أن توفيت زوجته.
وكان أبو ربيع يعمل كثيرا حتى يشتري لأبنائه أجمل الثياب والألعاب،وكل ما تشتهي أنفسهم من طعام وحلويات،كما أدخلهم أفضل المدارس ليتعلموا أحسن تعليم.
كان ربيع مجتهد في دراسته ويساعد والديه دائما،أما وليد فقد كان مهملا في دراسته ولا يساعد والديه أبدا،ويفضل أن يخرج مع أصدقائه ولا يعود الى البيت الا في وقت متأخر.
وبمرور السنين أنهى ربيع دراسته بتفوق وحصل على وظيفة جيدة،أما وليد فقد خرج من المدرسة بسبب رسوبه المتكرر.
وفي يوم من الأيام مرض الأب كثيرا فقال لوليد
يا بني ساعدني في العمل فأنا مريض.) فرفض وليد أن يساعده وذهب في رحلة مع أصدقائه وترك والده مريضا،أما ربيع فعندما عاد الى البيت ووجد والده مريضا ذهب اليه مسرعا وقبل يده وقال له
لا تذهب يا أبي الى العمل ثانية،سأقوم أنا به.)
ثم أحضر له الطبيب واشترى له الدواء،لكن والده توفي من شدة المرض فحزن ربيع كثيرا أما وليد فقد علم بوفاة والده بعد أن عاد من الرحلة لكنه لم يهتم كثيرا وأصر على بيع الأرض وأخذ نصيبه من المال عندما طلب منه ربيع أن يحتفظا بالأرض ويعملا بها،كما رفض وليد أن يعيش مع ربيع وذهب الى أصدقائه.
وبعد سنين أصبح عند ربيع شركة كبيرة وتزوج وأصبح لديه أولاد وكانت حياته سعيدة،وعندما تقدم به العمر قام أولاده برعايته،وكانوا يتسابقون منيقوم بمساعدته أولا،أما وليد فخسر كل ماله وابتلاه الله بالمرض،وفعل به ابنه كما فعل هو بأبيه فكان كلما طلب من ابنه شيئا صرخ ابنه في وجهه وذهب،فعلم أن الله يعاقبه على ما فعل بأبيه،وكان كل يوم يبكي ويدعو الله أن يسامحه على ما فعل بأبيه.
فسبحان الله من زرع خيرا حصد خيرا ومن زرع شرا حصد شرا.