حكمة العصفور

يحكى ان عصفورا كان يعيش في بستان تملؤه المروج الخضراء, سعيد مع اسرته المتكونة من زوجته وابنه,وهبه الله حكمة وبصيرةنافذة استطاع من خلالهما ان يكونة سيد قومه من العصافير و مرجعهم,فلما شب ابنه اراد تعليمه كي يعول نفسه ويستقيل بذاته فبدا بتدريبه,وكان ابنه ذكيا فطنا كابيه,فاستوعب دروس الطيران سريعا,فاخذته الحماسة فاراد الطيران لوحده,فلما راى الاب حماسة ابنه,اراد ان يعلمه ويوصيه فقال لـــــــــه:

اي بني اراك في عجالة من امرك فلا تعجل في امر هو ات اليك لا يمنعه الا قدر مكتوب,ولا تعجل في الخروج من عشك الذي يؤويك حتى يشتد جناحيك و اذا اشتد جناحيك واصبحت قادرا على على الطيرانفتاكد الى اي جهة تريد؟ وماذا تريد؟فذلك ادعى لتنظيم وقتك,وترتيب مسار يومك وغدك, واذا قمت فطر باكرا وارتفع كثيراعن النجائس التي قد تعترضك,فانها مصائد الشيطان ومكائده,واياك والنظر اليها فلربما راودتك نفسك بالنظر اليها وقالت لك انك بعيد عنها , فليحقك شرود في ذهنك فينحرف طيرانك ويتغير مسارك,ولا تستريح الا في مكان نظيف ياتبه الهواء من كل جانب حتى لاتعلق بك الاوساخ ويذبل جناحيك,فان بدلك مدعاة للحيطة والحذر اذا ماحدث طارىء,ولا تاكل وتشرب الا ما يصلح لك ويصلح لتركيبك الخلقي فكل من خشاش الرض هنيئا مريئا,ودع اكل غيرك من اللحوم وغيرها فان بها افات وامراض لانها لم تخلق لك, واذا صادقت فصادقمن تخرج انت وهو من مسلاخ واحد,فتكونا في خطين متوازيين فلا تصطدمان ابدا ,فان بذلك راحة واطمئنان,واذا ماواجهتك محنة فاجعل منها منحة تقوي بها جناحيك تشد بها ازرك وكن كالحديد يصقله الطرق ولا تكن كالخشب لا يزيده الطرق الا فتاتا , واذا رايت ملهوفا ذو حاجة فضع نفسك مكانه,فتنفلق بك مشاعر الرحمة , وساعده ودله على طريقيهتدي به,ويهون عليه امره فبذلك قد تكون نشرت الفضيلة و رممت نفسا كانت ايلة لسقوط واذا مر بك شيئا تجهله فاسال من مر به هذا الشيء من قبلك فلعلك تجد الحل عنده,فيكفيك مؤونة البحث فتدخره لشيء اهم, فان الحياة واعر طريقها كثيرة مشاكلها,واياك اياك والغرور والعجب واستعض بمن كانت به هده الامراض فاتن بها قتل الهمة وعمي للبصيرة وكن متواضعا فانه وقودك للطيران فما تواضع مخلوق الا رفعته الخلائق ورضي عنه الرحمن.و لا تحقرن حجمك امام المخلوقات فان الحجم الحقيقي كامن بالهمة فانه الاحساس الذي لا يملاه قالب ولا يحده حد,وابتعد عن الخوض فيما تجهله فتمتهن كرامتك ويقل قدرك فتكن مطمعا وطعاما يسهل اكله,واكتف بالاستماع حتى تفهم فتعرف كيف تدخل؟وكيف تخرج؟واياك وسرعة الحكم على الشيء قبل ان تنظر اليه من كل زواياه وجوانبه,فتتضح لك الصورة فتحكم,واذا ما اردت الاسترخاء من عناء فكن ايجابي التفكير والعطاء, والتنظر الى الشجلر المثمر فان سر بقاءه اتى من عطاءه .اي بني ولا تنسى وطنك وعشك فاننا معاشر الطير قد جبلنا على حب الاوطان.فهو هواؤنا وغذائنا,فلاتبتعد عنه الا لضرورة وعد اليه عندما تنتهي تلك الضرورة فانك احد اعمدته وهو حياتك فهو قد يجد غيرك اما انت فلا وطن لك سواه.

اي بني ماقلته لكهي وصية ابي لي وستكون وصيتك لابنائك فعض عليها بالنواجد فاني اليوم معك وغدا من دوني.

فخفق العصفور بجنحيه سمعا وطاعة لابيه,وقال:سانقشها في قلبي يا ابي,فاطمان الاب على ابنه.وطارا معا في رحلة اخيرةقبل ان بفترقا ويترك ابنه يجابه الحيـــــاة.